منتديات أولاد أم النور
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
♥️†††♥️†††♥️
اللـــــه والشـــر Omy10
مرحبا ً بك زائرنا العزيز
ينبغي عليك أن تعرّف بنفسك لدخول المنتدي
وإن لم يكن لديك حساب بعد، فنحن نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات أولاد أم النور
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
♥️†††♥️†††♥️
اللـــــه والشـــر Omy10
مرحبا ً بك زائرنا العزيز
ينبغي عليك أن تعرّف بنفسك لدخول المنتدي
وإن لم يكن لديك حساب بعد، فنحن نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات أولاد أم النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  المجلةالمجلة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 اللـــــه والشـــر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
prayer
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
prayer


المزاج : ماشـي الحال
الهواية : اللـــــه والشـــر Swimmi10
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



اللـــــه والشـــر Empty
مُساهمةموضوع: اللـــــه والشـــر   اللـــــه والشـــر Emptyالخميس 28 يناير 2010, 2:45 pm

اللـــــه والشـــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ما سبب الشر؟
وكيف دخل إلى العالم؟
تمهيد: تأمُّل في الشرِّ الإنسانيِّ


لتحميل الموضوع بالكامل تفضل بالضغط هنا

من أين يستمد الشرُّ سلطته التي تقوى كلَّ يوم أكثر فأكثر في العالم؟ من الجشع أم من التعصب، من الكره أم من الجبن؟ هذا العدو، الذي نعتقد أنه خارجنا، هو حيٌّ فينا، على ما يؤكد الفيلسوف الفرنسي المعاصر أندريه كونت سبونفيل.
اعتاد الإنسان، على مرِّ العصور، فكرةَ الألم المتفشي في العالم من جراء العنف والظلم والبؤس. ولطالما اعتقد أن مصدر الألم تتسبب به مشاكل اجتماعية أكثر منها أخلاقية؛ كأن يلقي باللوم، مثلاً، على الرأسمالية في مسألة الظلم (ماركس)، أو على الكبت الذي يولد العنف (فرويد). فحلَّت السياسة مكان الأخلاق، وطبعت القرن العشرين بالشيوعية والنزعة النيتشوية الداعية إلى العيش والتفكير "ما وراء الخير والشر".
اليوم، بعد سقوط المثاليات السياسية والإيديولوجية التي تسببت بخراب وموت كبيرين، يكتشف الإنسان مجددًا أن الشر موجود، ولا يقتصر على الأوهام أو على حوادث تاريخية معينة، بل يلتصق بجوهر الإنسانية. ينبِّه سبونفيل إلى أن الالتباس الحاصل اليوم في العالم بين السياسة والأخلاق كبير وخطير ويؤدي إلى التعصب بضمير مرتاح.
الإجابة عن ماهية الشر لا تُحدَّد في سهولة. كان الفيلسوف الألماني لايبنتس يميِّز بين ثلاثة أنواع من الشرور:
1. ميتافيزيقي، يكمن في عدم الكمال؛
2. فيزيقي، يكمن في الألم؛
3. أخلاقي، يكمن في الخطيئة.
والشر الأخلاقي هو الأكثر غموضًا وصِدامية. يحصر الفكر التقليدي الشرَّ الأخلاقي في مخالفة الله وأوامره. أما الفكر المعاصر فيُخرِج الشرَّ الأخلاقي من إطاره الديني ليحمِّله التجربة الإنسانية البحت ويحصره في نية أذى الآخر والمساس بحريته أو كرامته أو راحته ومنعه من تحقيق ذاته.
من أين يأتي الشر؟ من الغرائز؟ من اللاوعي؟ لكن الغريزة الحيوانية بريئة، واللاوعي غير إرادي. هل ينحصر الشر المعنوي، إذن، في فعل الشرِّ الإرادي والواعي؟ وهل مبدأ "الشر من أجل الشر" موجود لدى الإنسان؟ حتى السادي لا يؤذي بغية الشر، بل في سبيل اللذة التي يجدها إيجابية. أما الأسباب التي دفعت هتلر إلى القيام بمجازره فلم تكن شريرة، بحسب اعتقاده، إنما كانت من أجل عظمة ألمانيا وتفوُّق العرق الآري وسلطته الخاصة. وينطبق الأمر على الذين يسمونهم "إرهابيين"، فيما هم يَقتُلون ويُقتَلون باسم الخير الأسمى.
الله، الوطن، الثورة، السلطة، المال، اللذة – كلها قضايا يُحمِّلها الإنسان منطقه الخاص؛ وإذا تطرَّف فيها اصطدم مع الآخرين وألحق بهم الأذى. الشر الأخلاقي إنساني بحت، يرتدي عباءة الأنانية والضلال، أو الجشع والتعصب، الكره أو الجبن – وكلها عناصر تنحدر بالإنسان إلى مستوى أدنى بكثير من الحيوان. والطريقة المثلى لمحاربة الشرِّ هي في صفاء الرؤية والنبل والتسامح والتجرد والشجاعة والحب. "الأنانية أساس كلِّ شر"، بحسب الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، وخاصة عندما تغرق الأنانية في الكره أو التعصب. أن نخوض المعركة ضد ذواتنا لنحارب الشرَّ أفضل من أن نخوضها ضد الآخرين – إلا إذا كانت دفاعًا عن النفس.
طرح القديس أغسطينوس السؤال الآتي: "أين نجد القوة لإنقاذ ذواتنا عندما نكون خطأة ونحيا في عالم داخلي مرهون بكامله للشر؟" كان أغسطينوس يعتقد أن حرية الإنسان لا تستطيع إنقاذه لأنه منفصل طبيعيًّا عن الله منذ الخطيئة الأصلية، ودعا الإنسان إلى الخلاص قائلاً: "ابحث كما لو أنك ستجد، وإذا وجدت واصل البحث." أما القديس بولس فبشَّر باهتداء الإنسان من خلال ولادة جديدة وتحوُّل في الذات قائلاً: "... أي أن تقلعوا عن سيرتكم الأولى فتخلعوا الإنسان القديم الذي تفسده الشهوات الخادعة، وأن تتجدَّدوا بتجدُّد أذهانكم الروحي فتلبسوا الإنسان الجديد ..." [أفسس 4: 22-4]. حتى تجربة البوذا الجوهرية – وهي اليقظة – تكمن في الولادة الداخلية، حيث تتمزق غلالة الجهل، إما على نحو فجائي أو تدريجيًّا بواسطة إشراقات متتالية. تسمح تلك الولادات الداخلية، في رأي الكاتب الفرنسي فريدريك لونوار، بتخطِّي أوهام الأنا وفخاخها بالمصالحة العميقة مع ذواتنا والآخرين والعالم، مهما تكن المحن.
ويبقى السؤال الملح الذي يطرح نفسه، يوميًّا وعمليًّا، في أنحاء العالم قاطبة: كيف نواجه جنون الحروب المتكررة والمتفجرة ضد الآخر "العدو" باسم الحق والأخلاق والإنسانية؟ هل يكفي التأمل والصلاة والتنوير على صعيد الأفراد لمواجهة جحافل الجهل والحقد والتعصب؟
بين اللاهوت والفلسفة وعلم الأخلاق، من ناحية، والعالم المتعصب إيديولوجيًّا ودينيًّا وسياسيًّا وسلطويًّا والسائر نحو تدميره الذاتي، من ناحية ثانية، هوةٌ كبيرة لا سبيل إلى ردمها إلا بالحكمة وقبول الآخر وترويض الوحش القابع فينا.
***

ما سبب الشر؟
وكيف دخل إلى العالم؟
نظرة فلسفية حول مفهوم الشر


ندره اليازجي

أسمح لنفسي وأنا أسعى إلى الإجابة عن موضوع أو مقولة تشغل العقل الإنساني الذي يبحث عن خلاص، أن أعالج هذا الموضوع على نحو ينقله من نطاق الحرف إلى نطاق الروح. في هذا المنظور، أهدف إلى تأمل الموضوع على المستويات التالية:
1. المستوى الأول الذي نشأنا على الأخذ بحرفيَّته واعتبارها حقيقة مطلقة.
2. المستوى الثاني الذي يتيح للعقل الواعي المجالَ لطرح الموضوع – موضوع الخير والشر – في الطبيعة المادية وفي الطبيعة الإنسانية، حيث نعترف بوجود الإيجاب والسلب.
3. المستوى الثالث الذي أعالج فيه مفهوم الخير والشر في مظهريه: الخير الذاتي والخير المطلق.
4. المستوى الرابع الذي أعالج فيه مفهوم الحرية والوعي في علاقته بالخير.
5. المستوى الخامس الذي أعالج فيه الصعوبات الطبيعية، الممثلة بالكوارث الطبيعية، كالبراكين والزلازل والفيضانات التي ندعوها شريرة، ومفهوم سيادة الإنسان على الطبيعة وعلى الكائنات والمخلوقات.
***
المستوى الأول
نشأنا، منذ طفولتنا، على الاعتقاد بمأساوية الوجود الإنساني، الماثلة في سقوط آدم وحواء واقترافهما الخطيئة. وأضحت هذه المأساة الإنسانية هي العقيدة المهيمنة على عقولنا والموجِّهة لسلوكنا. هكذا، نشأنا على الاعتقاد بالخطيئة، واستمراريتها، وسيطرة الشر الذي أصبح كائنًا في كيان الإنسان، في جسده، على نحو "ناموس" يتخذ منه الجسد تسويغًا لاقتراف الشر.
وعلى الرغم من أننا نشأنا على الاعتقاد بنهاية السقوط والخطيئة والشر بمجيء المسيح وخلاص البشرية بقوة "ناموس الإيمان" الذي نحته الله في قلب الإنسان وروحه، بما يهيِّئه بقوة الخلاص من عبودية الخطيئة والشر على نحو يجعلنا أحرارًا وأبناء لله، لكننا، مع ذلك، مازلنا نتحدث عن وجود الشر والخطيئة، وننسى أن المسيح علَّمنا كيف نتجاوز الخطيئة، وأرشدنا إلى اعتناق التعاليم والمبادئ التي تزودنا بالقدرة الروحية – حلول الروح القدس – الفاعلة في صميمنا، والمهيأة للانتصار على الشرِّ والخطيئة. وعلى الرغم من أننا نشأنا على الاعتقاد بفاعلية معمودية الروح القدس التي تضع نهاية للإنسان القديم – إنسان الخطيئة – وتبدع منَّا كائنات روحية جديدة مخلوقة على صورة مبدعها، وهو الله، لكننا مازلنا نضطرب ونحن نتساءل عن طغيان الشر والخطيئة، ونناقش قضية وجود الشر في الإنسان، لنتساءل من جديد إن كان هذا الشر قائمًا في طبيعة الإنسان أم أنه مكتسب.
ويتعاظم تساؤلنا، إذ نرى ونعاين سفك الدماء في الحروب، ونتألم للفقر والعوز والبؤس والتعاسة التي تعاني منها البشرية، ونكتئب للطغيان والظلم السائدين، وللكراهية وأنواع التعصب المسيطرة. ومع ذلك، نعيد هذه المساوئ أو الشرور كلَّها إلى معتقد تبنَّيناه منذ الطفولة، وترسَّخ في نفوسنا، ونحن نزعم أن الإنسان الأول كان – ومازال – المسؤولَ عن وجود الشر وأننا نحمل عبء خطيئته!
في هذا الإحساس الأليم بالذنب، الناتج عن الاعتقاد بخطيئة السقوط في هاوية الحرف والخضوع لميكانيكية الحرف وإغفال ديناميَّة الروح التي حصلنا عليها في العهد الجديد، نسينا أن سقوط الإنسان، بمفهومه الحرفي، تلا سقوط الملائكة. ولعمري، لم أجد من يحاول أن يفهم هذا السرَّ أو اللغز ليخفف من حدة اللوم الذي نلقيه على الإنسان الأول، بحسب نصوص الشريعة والقصة التوراتية.
في هذا السياق يمكنني أن أقول: إذا كان سقوط الإنسان، أو اقترافه للخطأ أو الخطيئة، نتاج وجوده في العالم الأرضي، أي في عالم الثنائية، وتماسه مع تلقائية الطبيعة المادية، فلا بدَّ لنا أن نتساءل عن سبب سقوط الملائكة – وهم أرواح مجردة من الأجساد، ومتجاوزة لقوانين الطبيعة المادية.
في هذا المنظور، ندرك أن الخطيئة المنسوبة إلى آدم وحواء، على أنها محبة المعرفة أو السعي إلى معرفة سرِّ الشجرة، لا تُعتبَر خطيئة، وذلك لأن محبة المعرفة، وفق تعليم المسيح، تؤدي إلى الحرية. لقد قال المسيح: "تعرفون الحق والحق يحرركم." إذًا، فمحبة المعرفة تُحرِّرنا من الجهل والخطيئة؛ وبالتالي، تبلغ بنا هذه المعرفة نطاق الحقيقة والحرية التي تشير إلى نهاية الخطيئة والشر. وبالمثل، يشدد بولس على المعرفة، إذ يقول: "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح." ويؤكد المسيح على المعرفة إذ يقول: "أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات."
أسمح لنفسي أن أقول: إن الإله الذي لا يسمح لآدم بالمعرفة لا يكون إله محبة، بل يكون إلهًا طاغية مستبدًّا، يمنع الإنسان من الارتقاء إلى مستوى ملكوت النعمة والمعرفة لكي يبقى عبدًا مكبلاً بقيود الجهل والخطيئة. وفي هذا السياق، يصبح الجهل حافزًا إلى الخطيئة – وأعني أن الخطيئة تكمن في الجهل. فإن كان المسيح قد دعا إلى معرفة أسرار ملكوت الله، ودعا بولس إلى معرفة ابن الله، فلا بدَّ لنا أن نفهم أن الخطيئة التي أدَّتْ إلى سقوط آدم – إذا كانت هي محبة المعرفة – لم تكن "خطيئة" في حكمة الله ومحبته، بل هي خطيئة في نظر إله قاس وظالم، غير الرب الإله الحقيقي.
فإذا شئنا أن نفهم حقيقة السقوط قلنا: إن السقوط يعني هبوط الروح إلى العالم المادي، حيث تسود الثنائية. وإذا كان واجب الإنسان، وهو يحيا في عالم الثنائية، يقضي بالمعرفة فإنما عليه أن لا يخطئ في تجربته واختباره للثنائية القائمة في الوجود المادي. لذا، تحدِّثه "شجرة المعرفة"، التي هي جسده، عن أحادية المعرفة التي تنجيه من الخطأ، وتنقذه من "عدم المعرفة"، أي الجهل، الذي يؤدي إلى الخطيئة، أي الشر.
هكذا نفهم الرمز القائم في أطروحة الوجود البدئي الذي استهل فيه الإنسان رحلته بالمعرفة التي تنقذه من الضلال والتيه – وهذا لأن الإنسان، في أثناء قيامه بأية تجربة أو اختبار، يعتمد مبادئ العقل التي تحتمل أن تخطئ أو تصيب. لذا يجب عليه ألا يبقى في إطار الخطأ، لسبب هو أن المعرفة المعمقة تؤدي به إلى الصواب. وعلى سبيل المثال، نعلم أن العالِم أو الحكيم، الذي اختبر تجربة، بعقله الواعي، مرات عديدة لم يكن مخطئًا، بل كان في طريقه إلى الصواب، أي كان يتلمس الطريق إلى الحقيقة – وعندئذٍ يعرف. وهذه المعرفة تنقذه من الخطأ والخطيئة والجهل، فلا يقترف الخطأ أو الخطيئة، إذ يختبر كلَّ تجربة بوعي، ولا يقترف الشر.
أما سقوط الملائكة، فإني أسعى إلى توضيحه في التفسير التأويلي التالي:
أ‌. يشير سقوط الملائكة إلى التطور الهابط من الروح إلى المادة، من اللطافة إلى الكثافة، من عالم اللازمان واللامكان إلى عالم الزمان والمكان، من عالم الوحدة الكلِّية والشاملة إلى عالم الثنائية والتعددية والتنوع.
ب‌. إذا كان الملائكة أنوارًا فهذا يعني أنهم الوسطاء بين الله والإنسان والعالم المادي. وهذا يعني أنهم يمثلون المستويات، أو مراتب الوجود بين الألوهة والإنسان.
وإذ تبلغ هذه المراتب الحدَّ الأدنى ينبثق العالم المادي إلى الوجود. وفي سبيل الوضوح أقدم المثل التالي:
أمامنا شمعة مضاءة – نعتبر إضاءتها الكاملة مائة درجة. وهذا يعني أن ضياءها الكامل كامن في الشعلة. لكن ضياءها يتضاءل كلما ابتعد عن مصدره، فيكون تسعين درجة، ثم ثمانين، فسبعين، ثم... حتى يبلغ عشر درجات. وفي هذا المستوى من الإضاءة يكون الضوء ثنائيًا، أي ظلامًا ونورًا. في هذا المثال، ندرك أن العالم المادي يتمثل في مستوى الدرجات العشر الأخيرة المنبثقة من كمال الضوء أو النور.
وعلى هذا الأساس، يكون عالمنا عالم الثنائية، أي عالم النور والظلمة، والروح والمادة، والخير والشر، والمعرفة والجهل، والسعادة والألم، والبرودة والحرارة، إلخ. ويكون الملائكة الوسطاء، أو الأنوار، التي تشير إلى هبوط الروح إلى عالم المادة، والنور الكامل إلى النور–الظلمة، على نحو يكون فيه العالم المادي ثنائيًا، بما يدعو الإنسان إلى المصالحة بين حدَّي الثنائية والتوفيق بين الظاهرات لتعود إلى الوحدة البدئية الحقيقية. ولا تتحقق هذه المصالحة والتوفيق والعودة بالثنائية إلى الوحدة إلا بالمعرفة والوعي والمحبة. وفي هذه المصالحة يُختزَل الشرُّ لصالح الخير، والجهل لصالح المعرفة، والظلمة لصالح النور، والألم لصالح الغبطة، إلخ. وعندئذٍ يحقق الإنسان "الأنسنة العليا" التي هي "الحياة المؤلَّهة" لأنه أصبح "يعرف" و"يعي" و"يحب" حقيقة وجوده.
المستوى الثاني
يشير ما تقدم إلى حقيقة تتمثل في "هبوط" – وليس في سقوط – هو تطور هابط involution من الإيجاب الكامل إلى عالم الإيجاب والسلب، هو عالم الوجود المادي. ويمكننا أن نعبِّر عن هذا التطور الهابط، رمزيًّا، بالتسلسل المتحول من اللطافة الروحية إلى الكثافة المادية. وكذلك يمكننا أن نعبِّر عنه بأسلوب لاهوتي فنقول: إنه الابتعاد عن الله واغتراب الروح عن مصدرها الإلهي.
نحن، وإن كنَّا تحدثنا عن وجود السلب، وذكرنا الشر والجهل والكثافة والظلام والبرودة إلخ، لكن الدراسة الروحية والعرفانية المتعمقة تشير إلى عدم وجود الشرِّ كوجود صرف أو وجود محض أو حقيقي في جوهر الكون. وفي هذا المنظور، لا يُعتبَر السلب مناقضًا للإيجاب إلا في ظاهره – وهذا لأن التعمق في فهم حقيقة المادة يشير إلى أن المادة، في حقيقتها، غير موجودة: إنها إشعاع كثيف. وقد برهن العلماء، الذين تعمقوا إلى المستوى ما دون الذري، أن النهايات القصوى لعالم الصغائر تشير إلى عدم وجود المادة. ومع ذلك، لم يتصفوا بالشجاعة التي تجعلهم يعترفون بوجود الروح.
يمكننا أن نقول: على مستوى كوكب الأرض، يُعتبَر السلب والإيجاب قطبي حقيقة واحدة. وفي هذا المستوى، يجب على الإنسان أن يعي الإيجاب الكامن في حقيقة الوجود الأرضي وجوهره. وإذ يعي الإنسان هذه الحقيقة، لن يكون السلب نفيًا للإيجاب – وهذا لأن السلب حيادي في كمونه. فما من شيء يُعتبَر، في جوهره، شرًّا.
وإذا ما تساءلنا ونحن نعالج هذا المنظور: ما هو الشر؟ أجبنا: الشر هو عدم معرفة الخير؛ هو نفي للخير الناتج عن عدم وعي حقيقة الخير، أي عدم تحقيق الخير. وبالمثل نقول: الجهل هو عدم تحقيق المعرفة، والعنف أو الكراهية هي عدم تحقيق المحبة، والظلمة هي عدم تحقيق النور. وفي هذا النفي، أو عدم التحقيق، ينبثق ما ندعوه الشر إلى الوجود عبر الانفعالات البشرية السيئة التي تشير إلى انعدام الوعي. فإذا كان الخير امتلاءً، كان الشر تفريغ محتوى هذا الامتلاء. وهذا يعني أن درجة مائة تتناقص إلى الصفر: لقد أُفرِغَتْ المائة من امتلائها. إذًا فالشر هو "نقصان" للامتلاء. فإذا كان الله هو "الملء" أو "الكمال" أو "الكلَّ في الكلِّ" كان إبليس هو نقصان الملء، أو الكل، إلى الصفر؛ وأعني أنه الانعدام الكامل للملء أو الكمال أو الكل.
في هذا المنظور، ندرك أن الإنسان الواعي لحقيقة وجوده يعلم أنه كائن كوني "ممتلئ" بالإيجاب، وأن هذا الإيجاب يتطلب التحقيق على نحو كمال ينشده عبر توق يشده إلى التوحُّد مع الأبدية. ويدرك هذا الكائن الواعي أن "الشر" ينبثق إلى الوجود العياني من عدم التحقيق. وفي هذه الحالة، لا يرى نقصًا في الكون – هذا لأن الله يخلق ويبدع الكمال الذي ضمَّنه في الوجود. وعندئذٍ يردد هذا الإنسان الواعي مع الشاعر العظيم وولت ويتمان العبارة التالية: "يا لعظمة الوجود! يا لعظمة أصغر جزيء في الوجود!" ويضيف إلى هذه العبارة الحكمة التالية: "لا أرى نقصًا واحدًا في الكون وفي أيِّ شيء" – وهذا لأن عالم الصغائر، كالقسيمات والجزيئات والدقائق الصغيرة، هي عوالم كاملة. أليست الذرة نظامًا شمسيًّا كاملاً؟
هكذا يكون الشر نقصًا في الوعي وفي معرفة الخير وجهلاً بالغاية القصوى لوجود الإنسان. ويكون الجهل نقصًا في معرفة الحقيقة، وبالتالي، كما ذكر سقراط، سببًا للشر. لذا لا يوجد شرٌّ في طبيعة الوجود، بل، على غير ذلك، يوجد السلب القابل للانحراف إلى الشرِّ الذي هو الجهل بحقيقة الأشياء. وإذا كنا نتحدث عن الظلام فلأن عيوننا لا تستطيع أن ترى إلا ضمن حدين من الاهتزاز. وهذا يعني أن النور يملأ الكون. أما الظلمة فهي عدم القدرة على رؤية النور. لذا لا توجد ظلمة في النور، ولا يوجد إبليس في الله – وهذا لأن الله حضور كلِّي، وخير كلِّي، ومحبة كلِّية، وحكمة كلِّية تملأ الوجود وتشمله. والحق إن إبليس، الذي نجعله رمزًا للشر، هو مجرد السلب الذي لا ينبثق إلى الوجود إلا بجهل حقيقة الإيجاب الكامل الذي هو الله. لذا وُجِدَ الشر بوجود الإنسان الذي جعل من السلب وجودًا واقعيًّا.
المستوى الثالث
إذ نطرح مفهوم الخير والشر على مستوى السلوك والتصرف، نعلم أن الأفعال البشرية، المعبَّر عنها بالواقع المأساوي، تتجلَّى في مظهرين:
1. الخير الذاتي
2. الخير المطلق
يشير الخير الذاتي إلى المصلحة أو الخير المؤقت الذي يتوخاه الإنسان وهو يعزز "مركزية أناه"، ويتخلَّى عن الخير المطلق الذي تعززه "مركزية روحه". فهو يرى الخير الذاتي في "الهدف" الآني الذي يسعى إليه في الربح، والسيطرة، والمصلحة، والخداع، والاستغلال، والتكبر، والتملك، والتعصب، والاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة، إلخ. ويسعى هذا الإنسان "الأناني" إلى تحقيق هذا الخير الذاتي المزعوم في كلِّ سلوك أو تصرف. وهكذا تخلو حياة الإنسان "الأناني"، المحب لذاته والتائه في صحراء الرغبات والشهوات، والغارق في مستنقع فوضى التقييم، من الغاية أو الغايات النبيلة والسامية. ومن هذا الخير الذاتي ينبثق الشر – وهذا لأن الشر هو حصيلة السعي المحموم إلى الخير الذاتي، الآني والمؤقت، الذي ينتهي بالشر على الصعيد الفردي والصعيد الاجتماعي.
على غير ذلك، ترى الإنسان الواعي والحكيم – إنسان المعرفة والمحبة – يسعى إلى تحقيق الغاية السامية من وجوده. وإذ يدرك أنه كائن طبيعي وإنساني وكوني يفهم أن "القيمة" و"المعنى" المضمونين في وجوده يشيران إلى تحقيق الغاية القصوى في حياته. وفي هذه المعرفة، يسعى إلى تحقيق "مركزيته الروحية" التي تعتمد على تنمية عقله ليصبح "عقلاً فوقيًّا" يطلُّ على مبادئ الروح ويشتمل على مركزية أناه ويحتويها. وعندئذٍ تفعل وظائف الجسد في وفاق مع الناموس الروحي الذي نحته الله في كيان الإنسان. وهكذا يسعى جاهدًا للعمل على مستوى "العقل الفوقي" الذي يجعل منه كائنًا واعيًا ومُحبًّا، يخدم البشرية جمعاء، إذ يشاهد فيها نفسه. وفي هذا المنظور، تتوافق أفعالُه مع الخير المطلق الذي يشير إلى نهاية السلب، أي إلى عدم تحويل الإيجاب إلى سلب، أي إلى عدم حَرْفِ السلب، الذي هو مجرد وجود معكوس للإيجاب، إلى شر.
في هذا السياق، نعلم كيف تنتهي مظاهر الشر الاجتماعية التي هي حصائل حتمية لتطلعات وأهداف الأنا المركزية المؤقتة التي لا ترى غير ذاتها في نطاق المعيشة الفردية، وتغفل نطاق الحياة القائمة في العقل الواعي والروح السامية، وتخفق في معاينة الحقيقة التي يخفيها "حجاب الأنانية".
المستوى الرابع
يُعَدُّ هذا المستوى خلاصة لما تقدم.
عندما يدرك الإنسان أنه كائن كوني، يدرك الغاية السامية الكامنة في صلب كيانه. وعندئذٍ يسعى إلى تحقيق الحرية التي تعتقه من جميع الإشراطات التي تقيِّده وتحول دون انفتاحه، في قلبه وعقله، على شمولية الحياة. والحق أن الوعي هو الحرية ذاتها – الحرية التي تسمو به إلى معرفة الحق. وكلما زاد وعيُ الإنسان زادت حريته وتخلَّص من عبودية الأنا المركزية. وإذا ما تأملنا قول المسيح: "تعرفون الحق والحق يحرركم"، علمنا أن معرفة الحقيقة تؤدي إلى الحرية. وإذ أتساءل: ممَّ تحررني المعرفة؟ أجيب: إنها تحررني من عبودية الجهل، وضيق الأفق الفكري، والتعصب، والكراهية، إلخ، لتنقلني إلى حرية الوعي.
إذا كان الجهل سببًا رئيسيًّا لاقتراف الخطيئة، أي الشر، كانت المعرفة وعيًا يحرِّرنا من الخطيئة والشر. ألم يقل المسيح: "أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعرفون [أي يجهلون] ما يفعلون." لقد وُجِدَتْ عبوديات كثيرة، أصبحت إشراطات وقيودًا عديدة، سبَّبها الإنسان الجاهل الذي أغفل الإيجاب وانحرف إلى السلب الذي صار شرًّا أو شرورًا. وفي وسط هذه الشرور الناجمة عن عدم معرفة الحقيقة نجد أنفسنا غارقين في الإشراطات التي ينبغي علينا الخلاص منها في نطاق الإيجاب، والتحرر منها بفعل المعرفة والوعي اللذين يُشيَّد عليهما "الإيمان الحقيقي" الذي لا يتزعزع – الإيمان الذي يقول بولس إنه "عطية الله"، ثم يصرِّح لتلميذه تيموثاوس بأنه لا يخجل لأنه "عالم بمن آمن"، أي أنه آمن عن معرفة.
المستوى الخامس
قد يقول أحدهم: إن كنا قادرين على معرفة الحقيقة ووعيها، والعمل بالمحبة حتى درجة التضحية، والتحرر من الإشراطات العديدة التي تكبِّلنا، وإلغاء الشر أو اختزاله أو تقليصه في حياتنا الفردية والاجتماعية على نحو يُحدِث تعادلاً مع الإيجاب، فماذا نقول عن الشرور الناتجة عن الطبيعة، كالبراكين والزلازل والفيضانات والأعاصير، التي تشير إلى ثورة الطبيعة المادية وطغيانها وقدرتها التدميرية؟
يمكنني أن أجيب على النحو التالي: نحن نعلم أن العالم المادي هو عالم السلب الذي تسوده القوة النابذة التي تنحرف إلى تمرد وعصيان وانفجار في حال خروج السلب عن نطاق الإيجاب. ومن جانبي، أعتقد أن جميع الظاهرات الطبيعية التي ندعوها شرورًا طبيعية تُرَدُّ إلى أسباب فيزيقية وأسباب إنسانية. والحق أن الطبيعة المادية تسير وتفعل وفق قوانين يسودها النظام. وعلى سبيل المثال، يحاول كلُّ كوكب من كواكب النظام الشمسي الإفلات من مداره أو مسلكه بقوة النبذ، أي السلب، ولكن الجاذبية المركزية تعيده إلى الإيجاب، أي إلى النظام والانسجام مع المركز أو مع النظام الكلِّي للكون. لذا توجد "حركة كونية" واعية تفعل لتحقيق الإيجاب على نحو يكون السلب فيه مضمونًا في الإيجاب.
وبالإضافة إلى ما ذكرت، يشير وجود الإنسان على كوكب الأرض أنه يحيا في عالم الصعوبة. ولا شكَّ أن وجوده في عالم الصعوبة يُمِدُّه بالقدرة العقلية على التفكير والمعرفة. لذا يمكننا أن نعتبر ما ندعوه الكوارث الطبيعية التي نتهمها بالشر صعوبات تقتضي المعرفة القصوى التي، إنْ تزوَّدَ الإنسانُ بها، تصبح وسيلة أو وسائل تُمِدُّ الإنسان بالقدرة على تحويل السلب القائم في المادة إلى إيجاب. وفي هذه الحالة تكون الصعوبات في الطبيعة الطرقَ التي تُمِدُّ الإنسان بالمعرفة التي تساعده، بدورها، على التعاون مع الطبيعة على الخير، وليس على الشر. وعندئذٍ يحب الإنسان الطبيعة؛ ومتى أحبها، بسيادة عقله وروحه، فإنه يساعدها؛ ومتى ساعدها وتآلف معها بالمحبة والتعاطف والوعي، يتوقف غليان السلب في المادة، ويتجلَّى الإيجاب القائم في عظمة المحبة والمعرفة والوعي.
والحق إن الظاهرات التي دُعِيَتْ قوة مدمرة و"شريرة" تفعل للخير المطلق الذي يستتر، أحيانًا، عن بصر الإنسان وبصيرته، الأمر الذي يجعله يُنكِر الخير الكامن في الوجود. ألا ترى أن غالبية الأفكار الإنسانية تنزع إلى السلب؟ وعلى هذا السلب، ننسى ما حدثنا به الرسول بولس من أن كلَّ الأشياء تعمل معًا للخير إن كنا نحب الله.
في هذا المنظور، ندرك دور الإنسان في إثارة السلب على صعيد ذاته، على صعيد المجتمع، وعلى صعيد الطبيعة التي يحوِّل سلبها إلى ثورة يدعوها شرًا. وإذا كان قانون الفعل وردِّ الفعل ينطبق على جميع العلاقات يمكننا أن نقول: إن الطبيعة التي يستغلها الإنسان "شر" استغلال تردُّ عليه بعنف. والحق إن الإنسان يعتدي على الطبيعة التي تردُّ له العداء على نحو براكين وزلازل وفيضانات.
يمكنني أن أقول: إن الإنسان أساء فهم كونه سيدًا للطبيعة، للمخلوقات والكائنات. فالسيادة لا تشير إلى الطغيان والتسلط والظلم والقهر – وهي مظاهر السلب – بل تشير إلى "سيادة" العقل العارف والواعي الذي يعلم أن واجبه يقضي بمساعدة الطبيعة على استعادة هدوئها وسكينتها ضمن الإيجاب الكوني، وعلى إمدادها بالقدرة لتقوم بدورها الفعال في نطاق الوعي والنظام والعطاء. عندئذٍ يتوافق ما هو عقلي وإنساني مع ما هو طبيعي ومادي.
لذا يجب على الإنسان أن يسعى إلى "رَوْحَنَة" الطبيعة، أي العودة بسلب المادة إلى إيجابها، لكي لا ينحرف سلبُها إلى ما ندعوه "الشر". وعلى هذا الأساس، نتحدث عن الأطروحة الإنسانية على النحو التالي: إن العقل الواعي، الذي بلغ حدود الروح، يرفع مستوى الوجود المادي والطبيعة إلى مستوى الروح. وفي حال إخفاق الإنسان في تحقيق هذه الأطروحة، ينبثق "الشر" إلى الوجود، ويكون هو المسؤول الوحيد عن عدم التحقيق الذي ندعوه الشر.
*** *** ***
منقول من موقع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

+ + +
الشر
من كتاب [ ثنائية الخير والشر فى فكر الآباء ] للدياكون : د . سمير هندى
+ إن كان الله هو الخير المطلق ، وقد رأى أن كل ما خلق وعمل فهو حسن جدا ، فما هى ماهية الشر ؟
+ إذا لم يكن الله هو خالق الشر ، فما معنى قوله : " أنا الرب وليس آخر مصدر النور وخالق الظلمة ، صانع السلام وخالق الشر أنا الرب صانع كل هذه " ( إش 45 : 6 – 7 )
+ إذا لم يكن الشر مصدره الله ، فما معنى قول أيوب الصديق لزوجته : " أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل " ؟ ( أيوب 2 : 10 ) .
+ إذا لم يكن الله هو العلة الأولى للشر ، فكيف ظهر الشر فى الوجود ؟
+ هل هناك شجرة حقيقية خلقها الله تسمى " بشجرة معرفة الخير والشر " ؟ وما هو الهدف من وجود هذه الشجرة بجنة عدن ؟

+ + الدنيا ليست قائمة على الخير وحده ، بل هى مزيج من الخير والشر .. والذين يفهمون الحياة على أنها خير كامل يخطئون ويتعرضون لصدمات كثيرة مؤلمة ، كما أن الذين يفهمونها على أنها شر كامل يخطئون ، لأنهم فى هذه الحالة سوف يعيشون فى تشاؤم مستمر يؤدى بهم إلى العجز عن مواصلة الحياة ، فالتشاؤم سم قاتل ، يجعل الإرادة الإنسانية عاجزة ، ويصيب الإنسان بالجمود والرود واليأس ، ويحرم المصاب بهذا التشاؤم على إقامة علاقات سليمة مع الآخرين .
الخير والشر .. هناك من نسب الخير إلى القوى الروحية والشر إلى الأفعال المادية .
ربما أطلق الحكماء الخير على الوجود والشر على العدم .
وربما أطلقوا الخير على حصول كمال الشىء والعدم على عدم حصوله .
الخير والشر ...
لو بحثنا فى الكون لما وجدنا شيئا معينا واضحا أمامنا له اسم الشر .. إنما الشر فى الواقع شىء سلبى ، ليس له وجود إيجابى .
الشر هو عدم الخير ، الله لم يخلق شيئا اسمه شر ، إنما الشر هو عدم الخير .
وطالما أن الكائن سائر فى طريقه إلى غايته فهو فى طريق الخير ، لأنه بهذا يحقق وجوده ، ويحقق الغرض من وجوده ، ويحقق الغاية التى من أجلها خلقه الله . فإذا انحرف هذا الكائن عن هذا الهدف ، سقط فى الخطأ ...
هذا هو الشر ، إنه انعدام الخير .. إنه انحراف عن بلوغ الهدف والوصول إلى الغاية ، لأن كل ما خلقه الله ، قد خلق من أجل غاية ...
لهذا نجد أن الله لا يمكن أن يكون مصدرا للشر إطلاقا ، ولا يمكن أن يكون الله علة أولى للشر بتاتا .. إنما الشر يأتى من علة أخرى غير الله ..
إن دور الله فى الشر هو دور من يأذن أو يسمح بالشر ، لكنه لا يريد الشر ولا يرضى به .
لماذا يسمح الله بالشر ؟
يسمح الله بالشر لأنه سبق فأعطى للإنسان حرية ، وهو لا يريد أن يقيد حرية الإنسان ، وبخاصة لأنه جعل لتصرف الإنسان جزاء بالثواب أو العقاب ...
لذلك لا يشاء الله أن يتدخل بالقهر والضغط والإلزام والجبر لتسيير الكون ..
صحيح أن الله يتدخل أحيانا ليوقف شرا ولكن تدخله محدود بقانون معين ... الله لا يتدخل باستمرار ، لكنه فى بعض الأحوال يتدخل لحكمة إلهية ..
ومن أين جاء الشر للشيطان ؟
إن الشيطان فى البدء كان ملاكا خلقه الله صالحا مريدا ، اختار لنفسه أن ينحرف عن الغاية من وجوده ، وهذا الأنحراف هو الذى أوقعه فيما يعتبر أنه شر ...
إذن حتى الشيطان الذى نقول عنه دائما أنه أصل لكل شر ، لم يكن الشر الذى فيه من الله ، إنما الشر فيه نوع من الأنحراف عن الهدف من وجده .
لحرية الإنسان ، يحاول الشيطان أن يجمل له الطريق الشرير ، ويقنعه به دون أن يقهر الإنسان أو يجبره على أمر ، وما الشيطان إلا مجرد ناصح أو مشير ، والإنسان يملك أن يقبل مشورة الشيطان ويملك أن يرفضها كما يقول الكتاب المقدس : " اخضعوا لله ، قاوموا إبليس فيهرب منكم " ( يعقوب 4 : 7 ) .
إذن فى قدرة الإنسان أن يقاوم إبليس لأنه يمتلك إمكانيات وقدرات ومواهب وعطايا ولديه أسلحة يستطيع أن يقاوم بها " فقاوموه راسخين فى الإيمان " ( 1 بطرس 5 : 9 ) .
يتضح من هذا أن الله لا يمكن أن يكون علة أولى للشر ، لأن الله هو إله الخير ، وكما قال الكتاب المقدس : " لا يقل أحد إذا جرب أنى أجرب من قبل الله لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحدا . ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته . ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيئة والخطيئة إذا كملت تنتج موتا " ( يعقوب 1 : 13 – 17 ) .
وهكذا نجد أن الشر فى الإنسان ليس مصدره الله ، وليس مصدره الشيطان ، إنما الشر هو انحراف ... هو انحراف الإنسان نفسه عن الهدف من وجوده ، وعن الغاية التى خلقه الله لكى يحققها ويتحقق بها .
من هنا كان الإنسان هو المسئول أولا وأخيرا عن الخطيئة وعن الشر الذى يصنعه تماما كما هو مسئول عن الخير الذى يصنعه .
+ شجرة معرفة الخير والشر
يذكر سفر التكوين من بين أوجه الخلق التى خلقها الله . أن الرب الإله غرس " جنة فى عدن شرقا ووضع هناك آدم الذى جلبه ، وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل . وشجرة الحياة فى وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر ... وأوصى الرب الإله آدم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا . وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت " ( تك 2 : 8 – 9 ، 16 – 17 )
وهنا نجد عدة أسئلة تثار حول ماهية هذه الشجرة ، وسبب تسميتها بهذا الإسم ؟
يذكر بعض الناس أن شجرة معرفة الخير والشر الواردة فى الكتاب المقدس لم تكن غير أسطورة قديمة . ويقول بعض آخر من الناس برمزية هذه الشجرة دون أن تكون هناك شجرة مادية حقيقية .
غير أنه بدراسة قصة الخليقة وعلاقة شجرة معرفة الخير والشر بخلقة الإنسان الأول وسلوكه ومصيره يتضح ما يلى :
+ ارتبطت شجرة معرفة الخير والشر بشجرة الحياة ، وكل منهما أنبتهما الرب الإله فى وسط جنة عدن . ولما كان سفر الرؤيا يذكر حقيقة وجود شجرة الحياة قائلا : " من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله " ( الرؤيا 2 : 7 ، 22 : 2 ، 14 ) فإن هذا يدل على أن الشجرة المادية التى انبتها الله فى وسط جنة عدن على الأرض وجدت خصيصا لتكون رمزا لشجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله ، وبالتالى فهى تشير إلى معنى الحياة فى الأزل والوجود .
وهكذا بالمثل نجد أن شجرة معرفة الخير والشر التى أنبتها الله فى جنة عدن تكون شجرة حقيقية مادية تشير وترمز إلى تمييز الإنسان للخير والشر .
+ لما كان لا قيمة للحياة بدون معرفة ، ولا وجود للمعرفة بغير حياة ، وبهذين العاملين " الحياة والمعرفة " خلق العالم وعليهما يبنى إيماننا ، فقد كان من الضرورى أن يرمز لهذين العاملين برمز مادى ظاهر ، لهذا كانت الشجرة أدق وأقوى رمز سواء للحياة أو للمعرفة نظرا لما تشتمل عليه الشجرة من جذور وساق وأغصان وأوراق وثمار ، وكل منها يختص بدلالته المقابلة له فى الحياة والمعرفة بوجه عام .
+ تميزت شجرة معرفة الخير والشر عن غيرها من أشجار جنة عدن وعن جميع الأشجار بصفة عامة فى كل العصور باسم خاص ، وكل كلمة من هذا الأسم يدل على معنى معين : فالمعرفة شىء والخير شىء ثان ، والشر شىء ثالث ، لهذا نجد هنالك صلة بين هذه التسمية وبين خطيئة آدم التى سببت له الموت ، وأن هذه الصلة خاصة بمعرفة آدم وحواء للخير والشر .
+ أنه على الرغم من خلقة آدم وحواء على صورة الله ومثاله فى العقل والمعرفة ، إلا أنهما لم يكونا غير محدودين فى إحداهما بدليل أنهما لم يعرفا للخير معنى أو للشر وجود قبل أكلهما من شجرة معرفة الخير والشر حيث كانت معرفتهما تتناسب مع حياة البراءة التى كانا عليها .
لهذا يمكن استنتاج أن خطيئة آدم كانت بداية للمعرفة والتفكير فى الخير والشر ، والتفريق بينهما نتيجة للأكل من ثمرة الشجرة المنهى عنها .
إن شجرة معرفة الخير والشر كانت خيرا ولم يقصد بها الله ضررا لآدم وحواء ، وكانت بمثابة أول ناموس شفوى بنوده الطاعة وحفظ الوصية لتحديد العلاقة بين المخلوق وخالقه .
+ + +

تساؤلات المتشككين

بقلم جوش ماكدويل


السؤال: لماذا يسمح الله الكلي الصلاح بوجود الشر في العالم؟
من بين الأسئلة التي تتردّد كثيراً، هذا السؤال المتعلّق بالشر. ويتساءل الكثيرون: لماذا يسمح إله الصلاح بوجود الشر؟ ولماذا لا يفعل شيئاً بالنسبة لهذا الأمر؟ ويتمادى البعض فيفترض أن وجود الشر ينفي وجود الله!
وأحياناً تأتي مشكلة الشر أمام المؤمن في شكل سؤال معقّد فيتساءل: إن كان الله صالحاً حقاً فهو إذاً ليس مقتدراً بالدرجة الكافية ليتعامل مع كل أنواع الشر والظلم في العالم!! إن كانت لديه القدرة على أن يوقف الشر ولا يفعل شيئاً، فهو إذا ليس إلهاً صالحاً! إذاً أين توجد الحقيقة؟ هل هو إله شرير؟ أم أنه إله ليس كلي القدرة؟
حتى من بين كتّاب الكتب المقدسة، نجد من تذمّروا من الألم ومن الشر. فداود النبي مثلاً كتب يقول: "لأن شروراً لا تُحصى قد اكتنفتني" (مزمور 12:40). وكتب إرميا: "لماذا كان وجعي دائماً وجرحي عديم الشفاء، يأبى أن يُشفى؟" (إرميا 18:15) أما الرسول بولس فيقول: "فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخّض معاً إلى الآن" (رومية 22:8).
وهكذا لا بدّ لنا أن نسلّم بأن الشر مشكلة، ونسلّم أيضاً بأنه إن كان الله قد خلق العالم بالحالة التي هو عليها الآن فلا يمكن أن يكون إله محبة بل إله شر!
لكن الكتاب المقدس يوضّح تماماً هذا الأمر، ويرينا أن الله لم يخلق العالم في الحالة التي هو عليها الآن، بل إن الشر الذي حلّ في العالم كان نتيجة لأنانية الإنسان. يرينا الكتاب المقدس أن الله هو إله محب، وقد خلق الإنسان أو الجنس البشري لكي يكون قادراً بدوره أن يحب الله - ذلك الحب الحقيقي الخالي من التزيُّف والرياء - وهذا الحب لا يمكن أن يكون إلا إذا أعطاه الإنسان باختياره وإرادته الحرة. وهكذا أعطى الله الإنسان الحرية في أن يقبل محبة الله أو يرفضها. وهذه الحرية جعلت وجود الشر ممكناً، فحينما وقع آدم وحواء في خطية العصيان باختيارهما الشخصي جلبا الشر إلى العالم.
وبسبب السقوط أصبح العالم الآن في غير حالته الطبيعية. أصبح الإنسان في حالة انفصال عن الله، ولم تعد الطبيعة كريمة معه كما كانت، وصار عالم الحيوان عدواً له، وقام الصراع بين الإنسان وأخيه الإنسان، ولم تكن أية حالة من هذه الحالات موجودة قبل السقوط.
لقد أصبح الشر حقيقة واقعة، لكن وجوده في العالم وجود مؤقت، وسوف يأتي اليوم الذي يقضي فيه على الشر. هذا هو رجاء المؤمن. هناك عالم جديد ينتظره المؤمن، حيث لا وجع ولا دموع، بل سيكون كل شيء جديداً (رؤيا 5:21). سيعود الفردوس المفقود... سوف يصحح الرب كل خطأ، ويزيل كل شر مرة وإلى الأبد.
والمؤمنون محقون في محاربة الشرور والفجور والفساد، لم يكن في قصد الله وجود الشر في العالم، والمؤمن له الحق في محاربة العلل الاجتماعية، وعليه ألا يتغاضى عن الشر أو يفترض أن كل ما يحدث هو من الله. الله لا يرضى بالشر، ولا يمكن أن يتغاضى عنه. إنه يكره الشر. والمؤمن أيضاً، ليس عليه أن يكره الشر فقط، بل أن يحاربه أيضاً.
يستطيع المؤمن، بالاتحاد مع المسيح، أن يقول عن الشر أنه شرّ، وأن يعبّر عن رأيه بكل صراحة وبلا خوف أو تردّد. فالكوارث الطبيعية، أو الجريمة، أو التخلف العقلي، لا يجب أن لا تُقبل على أنها أمور طبيعية، ذلك لأنها لم تكن في خطة الله على الإطلاق، ولن تكون أيضاً في ملكوته الأبدي.
ومع ذلك، نجد بعض الناس في حالة قلق وانزعاج من جهة سماح الله بوجود الشر في العالم، ويضعون علامة استفهام كبيرة أمام حكمته في إعطاء الإنسان حرية القرار.
لقد وضع "دوروثي سايرز" مشكلة الشر في إطارها الصحيح حينما كتب يقول: مهما كان السبب الذي جعل الله يعمل الإنسان، هكذا كما هو، محدوداً ومعرّضاً للألم، وخاضعاً للحزن والموت، إلا أنه قد أعدّ له العلاج والدواء الشافي. ومهما كانت علاقته بخليقته فقد حافظ على مبادئه وعدله، وهو لا يطلب شيئاً من الإنسان لم يطلبه هو لنفسه. لقد مرّ هو نفسه في كل اختبارات الحياة الإنسانية بكل ما فيها من تجارب وأوجاع وآلام. حينما كان إنساناً قام بدور الإنسان، ووُلد فقيراً، ومات موت الخزي والعار.
يعلمنا الكتاب المقدس أن خطة الله قد تكون بعيدة عن أفهامنا: "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (إشعياء 8:55-9). وفي نفس المعنى كتب بولس إلى الكنيسة في رومية: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء" (رومية 33:11).
ومع أن الكتاب المقدس قد كشف لنا عن كيفية وسبب إتيان الشر إلى العالم، إلا أنه لم يكشف لنا عن لماذا سمح الله بذلك أن يحدث، ومع ذلك فإننا نعلم يقيناً أن الله كلي الحكمة وكلي المعرفة، وأن لديه من الأسباب ما يجعله يسمح لهذه الأشياء أن تحدث، وهي أسباب قد تكون بعيدة عن فهمنا وإدراكنا.
+ + +
في طبيعة الخير والشر
ابليس = "اب" "ليس"
"أب" = الخير = الهوية
"أب" "ليس" = الشر = انتفاء الهوية
الخير = النور
الشر = الظلمة
النور = الهوية
الظلمة = انتفاء الهوية
الشر، مثل الظلمة في اعتمادها على غياب النور، يعتمد على غياب الخير للمحافظة على هويته، وبما أن الخير كالشمس لا يغيب بل فقط يحتجب عن الأنظار، فإن الشر لا يعرف معنى الخير أصلاً لكي يملك قوّة المقاومة للخير، فقط يأتي بأفعال تناقض نظرته الموهومة لطبيعة الخير، ولذلك فإن أفعاله تجسّد الافتقار الدائم لمعنى الواقع الحقيقي ...
الشر = افتقار للرؤية أو القوّة الخلاقة
الشر لا يمكنه رؤية النور (العقل الأرفع أو قوّة الحب التي تشع من خلال الصورة الآدمية) والتي تلهم التعابير والأفعال الخيّرة، فقط يمكنه تحسّس الأهمية المحيطة بالخير من خلال مراقبة ارتسامات التأثيرات الإبداعية لهذه القوّة في مقاليد الحركة الناتجة عنها، وهذا عمل العقل الأدنى...
بالنسبة لأبناء النور، العقل = قوّة خلاقة مدفوعة بالحب الإلهي أو إرادة معرفة نابعة من الذات الحقيقية
أبناء الظلمة لا يمكنهم رؤية العقل الأرفع، بالنسبة لهم، العقل = قوّة مدفوعة بحب العظمة = إرادة فعل ناتجة عن الـ"أنا" الأنانية
الشر يعتمد على الارتسامات السلوكية الخارجية للفعل لتقليد حالة داخلية من المعنى المبني على الشعور بالعظمة.
"ليس الخير معنى زائد تحصل به المهية بالعين..."
لذلك فإن عقل الشر يطلب المعنى، لكن، ليس في الحاضر، بل دوماً في المستقبل، ومن خلال "المعنى الزائد" = مجموع نتائج الأعمال الظاهرية لتكوين معنى الأهمية (صورة الـ "أنا")
"أنا العقل، ومنزلتي من النفس كمنزلة الشمس من القمر..."
العقل = الشمس = المُعطي للنور
النفس = القمر = المتلقّي للنور
الظلمة، في المعادلة النهائية، ليست حالة غياب الشمس، بل حالة تعديل لنور الشمس لغرض المعرفة
+ + +

مقالات عن :
شجرة معرفة الخير والشر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يُعد إبليس هو سارق الإنسان الأول، فيقول السيد المسيح:" السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"( إنجيل يوحنا10: 10).
فهو سارق سيدنا وأبينا آدم، فقد سرق منه الحياة، هل تعرف كيف؟.
أعطى الله آدم و زوجته حواء ، حياةً في غاية الروعة. فقد كان آدم في جنة النعيم، ليس شخصاً مقيماً يتمتع بكل خيرات الله وبركاته فقط ، بل كان أيضاً حاكماً مفوضاً من قبل الله لإدارة شؤون خليقة الله في هذه الجنة السعيدة، مملكة الله الصغيرة على الأرض. ولكن الأعظم من هذا كله هو أن آدم كان قريباً جداً من الله، فقد كان الله يزور آدم من وقت لأخر، متحدثاَ معه، مشبعاً إياه بتلك الحياة المتواصلة والمنبعثة من رب الحياة، و مبارِكاًَ كل خطوة من خطوات آدم في إدارته لهذه المملكة السعيدة.
ولكن، حذّر الله آدم من أن يأكل من شجرة ما، وهي شجرة المعرفة، أي شجرة معرفة الخير والشر، أي القدرة على التميز والحكم على الأشياء، فيقول الكتاب المقدس:" وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية.. وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر.. وأوصي الرب الإله آدم قائلاَ من جميع شجر الجنة تأكل أكلاَ.. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"( التكوين 2).
لقد سمح الله لآدم بأن يأكل من كل الأشجار ما عدا تلك الشجرة، أي شجرة المعرفة. ولكن، لماذا منع الله آدم، من الأكل من تلك الشجرة؟:
هل يريد الله للإنسان أن يعيش معه في جهل مطبق؟ أإلى هذه الدرجة الفظيعة وصلت ساديّة الله واستبداده في تعامله مع خلائقه؟ أليس من حق الإنسان أن يعرف ليستطيع أن يميز بين الخير والشر؟ أليس من حق الإنسان اللجوء إلى أي وسيلة ممكنة، مباحة أو غير مباحة ليعرف ما هي الحقيقة؟ ما المانع من تحضير الأرواح، حتى نعرف ماذا يوجد في العالم الآخر؟ ما المانع أن نلجأ إلى العرافين والسحرة، وأصحاب الخوارق لنحصل على المعرفة اللازمة لتحمينا من مخاطر المستقبل؟ إن الحقيقة الكاملة في داخل الإنسان ، فهل هناك مانع من ممارسة اليوجا أو أي ممارسات تأملية أخرى، لنحصل على نور الحقيقة الغامضة؟
والجواب بكل بساطة.......
أولاً: إن إرادة الله كانت أن يعرف آدم الحق، ويتعلم المعرفة الحقيقية التي تعطيه القدرة على التمييز بين الخير والشرير، فقد خلق الله آدم الإنسان على صورة الله و مثاله، فالإنسان الفريد عن كل خلائق الله، هو خليفة الله على الأرض، فلابد أن يكون على صورة ومثال خالقه الفريد ( التكوين 1: 27). فالإنسان خُلِقَ عاقلاً على صورة الله الحكيم الفهيم، و خُلِقَ حر الإرادة ليختار ما يشاء ويرفض ما يشاء، على صورة الله الحر، صاحب الإرادة المطلقة الحرة السامية. ومازالت هذه إرادة الله، إلى يومنا هذا وهي أن يعرف الجميع الحق- الحقيقة، بل إنّ من إرادة الله سبحانه لكل خلائقه، "أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" ( تيموثاوس الأولي2: 3).
ثانياً: إذا ، لم يكن الله راغباً بالفعل في حصول آدم على المعرفة و القدرة الكافية على التمييز والحكم بين الأشياء، فلماذا أنبت هذه الشجرة في وسط الجنة، قريبة جداَ من آدم و من مركز حكمه للجنة السعيدة؟، فإذا خاف الله من شيء- حاشا لله-، فلابد أن يخفيه. ومن جهة أخرى، هل يعقل أن يضع الله مصير الإنسان في أكل ثمرة أو في عدم أكلها؟ لا طبعاً، فالأمر ليس بهذه السذاجة، التي يصورها إبليس للبعض، فالله ليس ساذجاَ أو إلهاَ أسطورياَ.
ثالثاً: يجيب الكتاب المقدس، على ذلك اللغز، وهو لماذا أنبت الله هاتين الشجرتين، شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر معاً بحيث كانتا قريبتين من آدم؟، يقول يوحنا الرائى فى سفر الرؤيا:" طوبي للذين يصنعون وصاياه (أي وصايا الله) لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة"(الرؤيا22: 14). أي، أن كل من يطيع ويعمل كل ما أوصي به الله، ليس فقط ينال الحياة، بل أيضاَ يكون له سلطان على تلك الحياة التي من الله، ولا


عدل سابقا من قبل prayer في الخميس 28 يناير 2010, 5:21 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omalnoor.mam9.com
prayer
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
prayer


المزاج : ماشـي الحال
الهواية : اللـــــه والشـــر Swimmi10
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



اللـــــه والشـــر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللـــــه والشـــر   اللـــــه والشـــر Emptyالخميس 28 يناير 2010, 5:00 pm

بل أيضاَ يكون له سلطان على تلك الحياة التي من الله، ولا يستطيع أحد أن يأخذ أو يسلبها منه. وهذا ما دعا إليه سيدنا الملك المسيح، عندما قال:" وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا8: 33)، وأيضاَ:"وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"(يوحنا17: 3).
فالمعرفة هنا، ليست تلك المعرفة الناشئة عن معرفة شريعة ما أو قوانين معينة ، أو تقاليد ديانة ما، بل هي اختبار وإدراك وتصديق للحق، وما هو الحق؟ الله هو الحق.
وهذا كان قصد الله، لآدم، أن يعرف أن الطريق الحقيقي والوحيد إلى الحياة الحقيقة، هو أن يعرف آدم الله، معرفة القلب والعقل معاً، معرفة الحب والطاعة معاً. فعندما يقترب آدم من الله، لن ينال فقط المعرفة الحقيقية، أو ينال القدرة على التمييز بين الخير والشر، بل سينال الحياة الدائمة والخالدة، و سيدخل الإنسان في علاقة أبدية وخالدة مع الله الحي، صاحب تلك الحياة، فلا يستطيع أحد أن يخطفها منه أو يسرقها.
ولكن للأسف، جاء الشيطان، في ذات يوم متخفياَ في ثياب السارق الأول، كاذباً على آدم بقوله له بأنه عندما يفعل ما يشاء، سيكون حراً وقوياً، بل سيحصل آدم على ما يتمناه، أي المعرفة والحرية الكاملة، فنجده يقول لآدم :" بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه ( أي ثمر شجرة معرفة الخير والشر)، تنفتح اعيونكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"(التكوين 3: 5). ومازال ابليس حتى يومنا هذا بردد هذه الكذبة على الإنسان :
ليس هناك مانع من أن تجرب الجنس قبل الزواج، فما ألذ وأمتع الجنس بلا قيود، أليس الله هو الذي وضع فيك تلك الغرائز، فلماذا يقيدك الله، بأن تمارس هذه العلاقة الجنسية، داخل إطار الزواج الممل ؟ أنت حر لتقرر ما تشاء إلا تعلم أنك حر؟ انت قادر على اتخاذ القرار المناسب لحياتك، فلا مانع من قبول الرشوة أو الاختلاس أو الحصول على المال بأي طريقة، فقانون العالم: قيمة الإنسان بما يملك، فلماذا لا ترتشي، أو تختلس، المال هو مصدر القوة. فستكون مثل الله قوي لا يقهرك أحد؟!.
فماذا كانت النتيجة؟ فقدَ آدم و سُلِبت منه أهم أشياء ميزته كأفضل مخلوقات الله، أولها، الحياة الخالدة على الأرض، فقد أنذره الله قبل ذلك بالموت في حالة عصيانه" موتاَ تموت"، فليس فقط الموت الجسدي، بل الموت الأعظم وهو الطرد من حضرة الله الحي، ثانيها، السلطان المفوض من قبل الله على مخلوقات الله والطبيعة، فخسر آدم ذلك السلطان فصارت الأرض عدو للإنسان، وصارت الحياة، حياة الشقاء والمرض والألم( التكوين3: 17-19)، ثالثها، المعرفة الحقيقية، نعم انفتحت أعين آدم وامرأته(كما قال لهما الشيطان)، ولكن ماذا علما؟ أنهما عريانان (وهو ما لم يقله الشيطان له)، ولقد عرفا الخير والشر، ولكن ليس كالله، بل لقد عرفا الخير دون القدرة على تنفيذه، وعرفا الشر دون القدرة على تجنبه!
إبليس لا يعرف العدل وبلا أي رحمة
إبليس في حقيقته، هو : السارق الأول
فهو ذلك المغتصب الفاشل الذي حاول أن يغتصب سلطان الله المطلق غير المحدود، فقد أراد أن يحكم هو مكان الله و من على عرشه ، و كان لسان حاله، أن يجلس مكان الله، فالجلوس إشارة إلى مكان الحكم والسلطان، ولكنه فشل ساقطاً، إلى أسافل السماوات والأرض: ".... وأنت قلت في قلبك اصعد إلي السماوات أرفع كرسيّ فوق كواكب الله وأجلس في جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلى. لكنك انحدرت إلى الهاوية إلي أسافل الجب" ( إشعياء النبي14: 12-14).

صديقي... صديقتي....
هل سلب إبليس حياتك بطريقة أو بأخرى؟!، كم من المرات قلت لنفسك" ما أبشع هذا اليوم، لقد كان فظيعاَ" أو " لقد كان أسبوعاَ فاشلاَ أو كان هذا الشهر غير مثمر على الإطلاق، هل لسان حالك أن حياتي كلها من لحظة ميلادي إلي الآن فاشلة... أنا لا أشعر بالحياة، ليس هناك معني لحياتي! ليتني مٌت قبل أن أوٌلد؟!" هل ضاع منك معنى الحياة؟

هل سلب إبليس عفتك الجسدية، من خلال الاعتداء الجنسي، أو أنت بإرادتك سلمت جسدك للهوان أو للزنا؟ هل سلب إبليس ذهنك، فأنك تشعر بالرفض من الله أو من نفسك أو من الآخرين؟ هل سلب إبليس تقديرك لقيمتك، فترى نفسك لا شيء، من خلال معاملة الآخرين السيئة لك، حتى أهلك و أقرب الناس لك؟ هل تشعر بأنك غير مقبول من الله أو من نفسك أو من الآخرين، على الرغم من كل محاولاتك لنوال هذا القبول؟

هل سلب إبليس مصيرك أو مستقبلك، من خلال انغماسك في دوائر السحر والعرافة والعبادات الشيطانية؟ هل سُلبت قوتك على المقاومة، وترى نفسك تسير نحو المجهول؟ هل تشعر أنه لا مفر من نتائج ما فعلت في ماضيك ولذلك مستقبلك مظلم ومعتم؟!

لا تخف!
قد جاء يسوع المسيح ليسترد ما قد سلبه هذا السارق الأول، جاء يسوع المسيح ليسترد لك الحياة، التي فقدتها، بل أكثر من ذلك، ليعطيك حياة وحياة أفضل"(يوحنا10:10).
جاء المسيح، ليجعل لحياتك معنى وهدف، جاء ليعطيك حياة من نوع أخر، ليست حياة وقتية تافهة، بل حياة زمنية أبدية، حياة تبدأ هنا الآن على الأرض، ولا تنتهي إلى الأبد، ليست حياة فيها الاكتفاء وتسديد للإحتياجات الزمنية من أكل وشرب ومستقبل زمني فقط، - فهو كفيل بأن يسدد كل هذه الاحتياجات الزمنية، بأفضل الطرق الممكنة، وحسب حكمته الفريدة، فالله هو أبو كل الخليقة-، بل أيضاً حياة ممتلئة بالسلام والفرح والحرية والمعرفة الحقيقية.
وأيضاَ جاء المسيح، ليمنحك حياة يدرك فيها الإنسان ذاته، لأنه يتقابل فيها مع الله، فلا يحتار أو يقلق، لأنه سيرى أن الله سيد كل الكون، هو المعين الأول له في كل خطوة من مشوار حياته. حياة لها معنى، حياة فائضة، ليست منحصرة حول ذاتها واحتياجاتها بل تفيض وتعطي المحتاجين لها.
حياة الحرية، حرية نابعة من الداخل، لا يكون فيها الإنسان مستعبداً مرة أخرى لقلقه أو خوفه من المستقبل، أو لشهوات جسده، بل يكون الإنسان صاحب قراره، فيستطيع أن يقول بكل قوة " لا" للشيطان وأعماله. أنها الحياة الأفضل!
هل تحتاج أن تحيا هذه الحياة، هيّا فالباب مفتوح، ويسوع المسيح ينتظرك، لتقبل إليه، وليمتعك بفيض هذه الحياة الفضلى .
+ + +

مادة حوار : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تتحدث التوراة عن الله وكأن آدم قد قهره حين أكل من شجرة المعرفة والتفرقة بين الخير والشر، وكأنه خلقنا ولم يرد منا أن نميز الخير من الشر، ثم خاف أن يأكل آدم من شجرة الحياة، فيصبح كالرب من الخالدين، فأقام حرساً من الملائكة في طريق هذه الشجرة " أوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.... وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفاً الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها. فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكر وبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (التكوين 2/17- 3/23).

هذا النص لا نستطيع أن نعتبره تناقض أو يوضع عدم قدرة الله، ولكنه سوء فهم لنصوص الكتاب المقدس، نحن نثق أن الله يختار الخير وكل الخير لصنيعة يديه، (وهذا تعبير لغوي يعبر عن الخلق فأنا أعلم أن الله روح ليس له أيدي كالبشر) ونرى هنا الإنسان الذي أراد معرفة الخير والشر ماذا فعل؟ لقد عصى أوامر الله، فعرف الشر من خلال اختباره ذلك العصيان فعليا، فعصيان الله شر وليس خير والإنسان عرف الشر من خلال العصيان. قبل هذا هل كان آدم يقترف الشر أم الخير؟ انه كان بالتأكيد يفعل مشيئة الله ومشيئة الله خير … ودعني أسألك هل من الصالح أن يعرف الشر؟
في الواقع لم يكن الشر موجودا في العالم ، ولكن في البداية خلقت مجموعة من الملائكة الشر من خلال عصيانها لله، فاصبح الشر موجودا بذلك التمرد (لأن كل تمرد وعصيان على الله شر وكل سلوك داخل دائرة ومشيئة الله هو خير) ومن بعد الملائكة خلق الإنسان بدوره الشر الذي لم يكن موجودا في خليقة الله الأرضية إلا عندما عصى آدم ربه فخلق بذلك الشر.

إن التعبير عن هذا المفهوم بذلك التعليق : (يصوره حريصاً على جهل الإنسان، خائفاً من تعلمه ثم من خلوده) لهو استنتاج سيئ لموضوع أراد به الله أن ينجي الإنسان.

من سياق الكتاب المقدس ككل وعد الله الإنسان بالخلود، لذلك فهو لم يكن خائف من خلود الإنسان، ولكنه لم يكن يريد للإنسان أن يكون خالدا وهو في حالة المعصية، فتصير نجاته مستحيلة

أن عاقبة الخطية والعصيان هي الموت، هكذا كانت عدالة الله، وأيضا هذه هي محبته. لأن الموت يعني إمكانية تغير الحالة الفاسدة التي أصبح عليها بفعل الخطية وإعادة خلق جديد غير فاسد … فإذا أكل آدم من شجرة الحياة بقي خالدا وهو على فساده، فيكون مصيره هو نفس مصير تلك الملائكة الساقطة وهو جهنم وبئس المصير. أما عند منع عن الخلود وهو في حالة فساده أصبح هناك مجال وإمكانية لحصول علاج لهذا الأمر، وهذا تم من خلال موت كلمة الله يسوع المسيح عيسى بن مريم عن كل البشر ليعيد لهم رجاء الخلود بصورة صحيحة، فالمسيح هو شجرة الحياة الحقيقية.

لذلك وضع الله حراسة لشجرة الحياة 0بصورة مؤقتة حتى تفنى الجنة كلها، لأنه يعرف طبيعة الإنسان الساقطة المحبة لهدم نفسها فهو يعرف انه سيذهب خلسة إلى الشجرة مثلما فعل مع الشجرة الأولى وأكل منها سيفعل هكذا مع الأخرى

الجدير بالذكر أن شجرة الخلود هذه لم يكن آدم محروما منها قبل السقوط (راجع أمر الله لآدم في سفر التكوين) الأمر الذي ينفي عن الله خوفه من خلود الإنسان… ولكن جاء الخوف بعد أن تسمم الإنسان بداء العصيان على الله والمسمى بالخطية
+ + +
هناك شيءٌ نحتاج أن نعرفه عن الجنة التي وضع فيها الله الإنسان الأول. ففي وسط هذه الجنة، غرس الله شجرتين في غاية الأهمية.
.. كان اسم الواحدة " شجرة الحياة "،
.. والأخرى " شجرة معرفة الخير والشر".
غرس الله شجرة الحياة في الجنة، كي يذكِّر آدم أن كل قصده من جهة الإنسان هو أن يشارك الله حياته الأبدية. أما بالنسبة لشجرة معرفة الخير والشر، فقد غرسها الله في وسط الجنة كي يمتحن آدم. استمع لما يقوله الكتاب:
‘‘وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.’’
(تك 16:2ـ17)
ولكن، لماذا منع الله آدم من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟ هل الله بخيل؟ بالطبع لا، فهو ليس بخيلاً! ففي الحقيقة، فإن واحداً من أسماء الله هو ‘‘الكريم’’ ‘‘الذي يعطي بسخاء ولا يعيِّر’’ (يعقوب 5:1). لقد قال الله لآدم: ‘‘من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً .. ما عدا واحدة!’’ فهل كانت هذه وصية صعبة؟ بالطبع لا! فالله في نعمته قد أعطى آدم كل شيء يحتاجه ليكون سعيداً. لم يمنع عنه أي شيء جيِّد. إلا أن الله في خطته الكاملة، وضع أمام آدم اختباراً بسيطاً؛ كي ما يعطي لآدم الفرصة ليُظهِر لله أنه يحبه حباً يكفي لإطاعة وصيته. فقد قال الله في كلمته:
‘‘إن أحبني أحد يحفظ كلامي .. والذي لا يحبني لا يحفظ كلامي.’’
(يوحنا 23:14ـ24)
لقد أراد الله أن يختبر حب آدم وولاءه، ليرى أين قلبه. لهذا أعطاه هذه الوصية البسيطة. إلا أن آدم لم يختَر بنفسه أن يحب الله ويطيعه. فلم يخلق الله إنساناً آلياً. لقد خلق إنساناً له عقل، وقلب، وإرادة حرة؛ كي يختار بنفسه أن يحب الله ويطيعه.
ولكن، ما الذي قاله الله لآدم أنه سيحدث له إذا أكل من الشجرة الممنوعة؟ دعونا نقرأ الكتاب مرة أخرى. قال الله:
‘‘أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.’’
وبالتالي، فإن الله أخطر آدم أن عصيانه للوصية، لن ينتج عنه إلا الموت. لقد أحب الله الإنسان الذي خلقه. ومن ثمَّ حذّره بكلمات واضحة قائلاً: ‘‘اسمع يا آدم، إن عصيتني ستموت لأن شريعتي المقدَّسة تطالب بالموت للنفس التي تخطئ (حزقيال 20:15).
وربما يسأل أحدكم: ما هي الخطية؟ يقول الكتاب:
‘‘ الخطية هي التعدِّي’’ (1يوحنا 4:3)،
‘‘كلُّ إثمٍ هو خطيَّة’’ (1يوحنا 17:5)،
وأيضاً ‘‘من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له’’ (يعقوب 17:4).
فالخطية إذاً هي أن تسير في طريقك الخاص وليس طريق الله (إشعياء 6:23).
الخطية هي أي شيء لا يتفق مع الله.
ما الذي سيحدث لهؤلاء الذين سيخطئون ضد الله؟ تقول كلمة الله:
‘‘النفس التي تخطئ هي تموت !’’ (حزقيال 20:18)
وفي آيةٍ أخرى يقول الكتاب: ‘‘أجرة الخطية موت’’ (رومية 23:6).

ولكن ما هو الموت ؟ يعتقد البعض أن الموت هو انعدام الوجود؛ أن ينتهي كل شيء، ولا نعود نعرف أي شيء. ولكن، إن فحصنا كتب الأنبياء، سنرى أن ذلك ليس هو الموت. ففي الكتاب المقدس، وفي اللغة العبرية التي كُتِب بها، فإن الموت يعني ‘‘الانفصال’’. فالموت هو ‘‘الانفصال عن الحياة’’.

عندما قال الله لآدم : ‘‘إن أكلت من شجرة معرفة الخير والشر، فإنك موتاً تموت’’، فكأن الله كان في الحقيقة يقول:
‘‘اسمع يا آدم، إن أكلت من الشجرة التي منعتك عنها، فإنك ستموت في هذا اليوم، أي أنك ستنفصل عنِّي.
‘‘إن عصيتني فلن يكون لك أي شركة حميمة معي بعد ذلك. فإني قدوس، ولا أستطيع أن أحتمل الخطية، أو أن أحتمل هؤلاء الذين يرفضون طريقي. لقد طردت لوسيفر وملائكته من محضري عندما أخطأوا، وسوف أطردك أنت أيضاً إن أخطأت.
‘‘أيضاً ، إذا أكلت من الشجرة الممنوعة، سيبدأ جسدك في الشيخوخة، وفي النهاية ستموت، أي أن نفسك ستترك جسدك وتنفصل عنه.
‘‘وليس هذا هو كل شيء، فإنك إن عصيتني، فلن يموت جسدك وحسب، بل نفسك أيضاً سوف تذهب إلى مكان قد أُعِدَّ للشيطان وملائكته، وهناك سوف تكون منفصلاُ عنِّي إلى أبد الآبدين !’’
وهكذا، نرى أن الخطية هي ثلاثة أنواع شنيعة من الانفصال:
الأول، هو انفصال نفسك عن الله هنا على الأرض، أي انعدام الشركة مع الله القدوس بسبب الخطية التي في القلب؛
والثاني، هو انفصال النفس عن الجسد يوم الموت، أي عندما يموت الجسد، وتقابل الروح الله للدينونة؛
والثالث، هو انفصال الجسد والروح عن الله للأبد في بحيرة النار.
ولكن، إذا سألنا كلمة الله ـ بكل ما لها من سلطان ـ عن تعريف الموت، فستجد أن الموت باختصار، هو الانفصال عن الله إله الحياة. فالخطية تفصل الإنسان عن الله، مصدر الحياة الحقيقية. فالله قدوس، ولا يستطيع أن يتعايش مع الخطية. فالنفس التي تخطئ هي مثل فرع في شجرة، يُقطَع ويُطرَح بعيداً. وماذا يحدث عندما لا يعود الفرع جزءاً من الشجرة؟ فرعًٌ مقطوعٌ .. أيمكن أن يعيش؟ بالطبع لا .. فلابد أن يموت! نعم، إن أوراقه لا تجف فوراً، ولكنها تبدأ في الموت تدريجياً.
هكذا، تماماً يصير الحال معنا، إن لم نقبل طريق غفران الخطايا الذي قدَّمه الله لنا. فربما تعتقد أنك حيّ، ولكن كتب الأنبياء تقول أننا جميعاً عند الله أموات بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2)، ويقول الكتاب أيضاً:
‘‘آثامكم صارت فاصلةً بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم’’ (إشعياء 2:59). وأيضاً، إنكم مثل غصنٍ مطروح خارجاً .. ‘‘فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق’’ (يوحنا 6:15).
إن الغصن الذي لم يعد في الشجرة، لا يستطيع أن يعطي ثمراً. هذا تماماً هو حال الخاطئ عند الله. فهو لا يستطيع أن ينتج أي شيء يُسِرُّ الله، لأن ليس له أي علاقة مع الله، الذي هو ‘‘الشجرة الحقيقية’، و‘‘مصدر الحياة الحقيقية’’. فالخطاة لا يمكنهم أن يتوقعوا إلا دينونة الله البارة. إلا أن الله أعلن في كتب الأنبياء، كيف يمكننا أن نتبرر أمامه، وأن نتأكد أن خطايانا قد انمحت.
+ + +
ما معنى قول السيد المسيح: "ما جئت لألقي سلام لاً بل سيفاً"
( متى 10: 34)، مع العلم أن رسالته تدعو إلى السلام ؟
صحيح أن رسالة السيد المسيح هي رسالة السلام، والمعلوم أن يسوع جاء ليبشر بالسلام وليس بالسيف. وعندما وُلد في مدينة بيت لحم ترنمت الأجناد السماوية قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام" (لوقا 2: 14). ونبوة إشعياء عن المسيح تقول: "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام" (إشعياء 9: 6). والمسيح نفسه علّم قائلاً: "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). إذاً كيف يقول المسيح هنا إنه لم يأتي ليلقي سلاماً على الأرض، فهل من تناقض في قوله؟
ليس هناك تناقض في أقوال المسيح وإن بدا لنا ذلك أحياناً لعدم فهمنا مضمون بعض الآيات. فالمسيح جاء ليلقي السلام. ويعلّم السلام الحقيقي بواسطة رسالته وحياته وفدائه، وإن تعالمه كلها تدعو إلى السلام والمحبة والإخاء والتسامح. وهو لم يقصد أن يعلّم الناس بالسيف أو يرغمهم على اتباعه بالقوة. وأعتقد أنه من المناسب أن نقرأ الأعداد الثلاثة التي تلي الآية التي نحن بصددها، لأن ذلك يساعدنا على فهم قصد المسيح بطريقة أفضل. فهو يقول في إنجيل متى الإصحاح العاشر : "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً، فإني جئت لأفرّق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنه ضد حماتها". ثم يقول: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني لا يستحقني" (متى 10: 34-37).
بعد قراءة هذه الكلمات ربما يتوهّم البعض أن السيد المسيح داعية المحبة ورئيس السلام، أراد أن ينشر تعاليمه بالسيف. ولكن من يطالع الكتاب المقدس بإمعان يلاحظ، أن السيد المسيح لم يستعمل العنف مطلقاً، بل دعا إلى المحبة والإخاء والمسامحة والغفران ونبذ الأحقاد والعنف والقتال. كما أن أتباع يسوع والمؤمنين به اتّبعوا أسلوب معلمهم نفسه في كرازتهم. كما أن تعاليم الإنجيل المقدس بكاملها تحثّ على المحبة والمسالمة. وإن قول المسيح هذا لا يناقض قوله: "طوبى لصانعي السلام" (متى 5: 9). فكلمة سيف الوارد ذكرها في قوله هي كلمة مجازية ذكرها المسيح في معرض حديثه عن الصعوبات التي تلاقيها رسالة الإنجيل في طريقها إلى قلوب الناس، وليس المقصود هنا بكلمة "سلاماً" السلام السياسي، ولا بكلمة "سيف" السيف الذي يُستعمل في الحرب. فإشارة المسيح إلى السلام والسيف تشير بلغة مجازية إلى المعاناة النفسية التي يمرّ بها الإنسان المؤمن والصعوبات التي تواجهه في حياة الإيمان. فالمؤمن الحقيقي هو صراع مستمر مع أجناد الشرّ. وسيف الروح الذي هو كلمة الله، هو السيف الفعّال للتغلّب على الشرور والأباطيل التي تواجهنا في حياتنا. وانتصارنا على الشر هو بواسطة المسيح المخلص الذي يقول للمؤمنين: "في العالم سيكون لطم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33). ويقول أيضاً: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 20).
والجدير بالذكر أن اليهود قديماً كانوا يعتقدون، أنه عندما يأتي يوم الرب ويجيء المسيا المنتظر أي المسيح، ستحصل انقسامات خطيرة في العائلات، ودليلنا على ذلك أقوال المعلمين اليهود المشهورة. بأنه "عندما يأتي ابن داود (أي المسيح الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم) ستقوم الابنة على أمها والكنّة على حماتها. ويحتقر الابن أباه، ويصير أعداء الإنسان أهل بيته". وأن قول المسيح ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً، هو تنويه إلى الحقيقية المرتقبة والامتحان الصعب الذي سيمرّ به كل من يؤمن به، أو كل من يتبعه، من اضطهادات وازدراء من الناس بصورة عامة، ومن أهل بيته بصورة خاصة. وهنا نجد المسيح المخلص يضع الناس أمام خيار ين: إما أن يقبلوه ويؤمنوا به ويمتنعوا عن عمل الشر وشهوات الجسد، ويسيروا في حياة القداسة، وإما أن يرفضوه ولا يؤمنون به.
فالمسيح لم يأتي ليفرّق العائلات ويقيم أعضاءها بعضهم على بعض، ولم يأتي ليفرّق الابن عن أبيه ولا ليثير الكنه ضد حماتها. ولكن المقصود. هو أنه إذا آمن رجل بالمسيح ولم تؤمن زوجته، كان الإنجيل بمثابة سيف يفرّق الزوجة عن رجلها بسبب الاختلاف في العقيدة. بين المؤمن وغير المؤمن. وعندما قال يسوع هذه الكلمات بأنه جاء ليلقي سيفاً، وأن أعداء الإنسان أهل بيته، إنما كان يحاول أن يوضح لهم الصورة التي كانت في أذهانهم، بأنه عندما يأتي يوم الرب ستحدث انقسامات خطيرة بين أفراد الأسرة الواحدة كما ورد آنفاً، وكأن الرب يقول لجماعة اليهود، إن يوم الرب الذي تنتظرونه قد جاء.
فتعاليم المسيح تدعو الإنسان لأن يختار بين نظام الحياة القديمة التي كان يحياها في الخطية قبل الإيمان، والتي تربطه فيها صلات وعلاقات متنوعة مع أهل بيته وأصدقائه وكافة الناس على اختلاف أنواعهم، وبين متطلبات الحياة الجديدة التي يستلزمها إيمانه بالإنجيل والسير حسب تعالمه في القداسة والحق والتضحية، فقد يتطلب الإنجيل من الفرد أن يضحي بكل عزيز لديه في سبيل الرسالة المسيحية، لأن تعاليم المسيح تتطلب الخضوع الكامل له. فهو يقول: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقي" (متى 10: 37-38).
فالإيمان بالمسيح والولاء المطلق، يكون بمثابة سيف في حياة الإنسان المؤمن يجعله في صراع مستمر مع أجناد الشر. فالمسيح جاء ليشهد للحق ويثبّت دعائم المحبة والسلام. فكلامه عن السيف أمر مجازي وهو كناية عن الحرب الروحية التي لابد من أن تستمر وتشتد في وجه الشيطان وكل أعماله. إلى أن يتغلب الخير على الشر وتتغلب إرادة الله على إرادة الشيطان، حينئذ يسود السلام ويعمّ الفرح في النفوس والطمأنينة في القلوب. وهذا ما قصده المسيح عندما قال: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً
+ + +

إلهى
إن كان بدونك لم يخلق شىء فإنه بالبعد عنك نصير بالخطيئة عدما ... لقد سادت على الظلمة ، ومع أنك أنت النور ، إلا أننى حجبت وجهى عنك ...
أصابتنى جراحات كثيرة ، ومع أنك أنت المعزى واهب السلام ، غير أننى ابتعدت عنك ...
لقد انتابتنى حماقات جمة ، ومع أنك أنت هو الحق غير أننى لم أطلب منك المشورة ..
لقد تعددت طرق ضلالى ، ومع أنك أنت هو الطريق إلا أننى ابتعدت عنك ..
فالموت يحطمنى بضربات كثيرة ، ومع أنك أنت الحياة لكننى لم أكن معك أبدا ...
يا لشقاوتى ، فإننى أسقط فى الشر والعدم كثيرا ، ومع أنك أنت هو " الكلمة " الذى به كان كل شىء إلا أننى انفصلت عنك يا من بدونك لم يكن لى وجود ...
+ أيها النور الخالق ، أيها الطريق والحق والحياة ...
+ أيها الكلمة ملكى ، أيها الكلمة إلهى ... يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت ...
+ أيها النور الذى بدونك يصير الكل فى ليل دامس ...
+ أيها الطريق الذى بدونك لا يوجد سوى الضلال ...
+ أيها الحق الذى بدونك لا يوجد سوى الباطل ...
+ أيها الحياة الذى بدونك يخيم الموت على الجميع ...
أيها النور الأسمى ... تعجل بالإشراق فى أعمى يريد أن يصير ملكا لك .
هوذا الظلمة قد أحاطت بى وظلال الموت أكتنفنى فلأتجه بخطواتى فى طريق السلام الضيق المؤدى إلى ملكوتك القدوس ومسكنك الأبدى .
بهذا الطريق يتقدس إسمك ، ويعترف به .
وبإعترافنا بإسمك يكون قد تشكل الطريق الحقيقى ..
الذى نبلغ به إليك أيها الطريق الحقيقى .
نعم ...
بك نترك مسالك الشر ...
ونعود إلى الطريق الأسمى ،
الذى ليس هو إلا أنت ...
لأنه بالحق لا يوجد غيرك أنت .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omalnoor.mam9.com
بنت النعمة

اللـــــه والشـــر Stars6
بنت النعمة


المزاج : نشكر الله
الهواية : اللـــــه والشـــر Unknow11
انثى
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



اللـــــه والشـــر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللـــــه والشـــر   اللـــــه والشـــر Emptyالخميس 28 يناير 2010, 11:32 pm

thanks اخى prayer على الموضوع

ررررررررررررائع

تتبارك حياتك وخدمتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللـــــه والشـــر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أولاد أم النور :: المنتـــديــــــــات الروحــــية :: اللاهوتيات والعقـائـد-
انتقل الى: